كل ما كان يحتاجه آنذاك هو نافذة..
تلك الزنزانة التعيسة
التي أحاطته بأربعة جدران ، جدران مخيفة ظلماء، كانت تمر بزمن واحد فقط لا يدري هل
هذا فطوره أم غداؤه أم عشاؤه، قضى فيها سنوات عدة وكل ما كان يحتاجه نافذة.
يحتاجها
ليرى من خلالها ومضات نجوم بارزة، وسماء تشع بشمس هادئة، يتحسس أشعتها على بشرته
السوداء، ويتنفس من خلالها تنفس الصعداء.
مكث في ذلك السجن العتيق سنوات عديدة بدون نافذة، يرى لونا واحدا فقط،
كان يتساءل هل لا يزال العالم الخارجي قائما؟ هل لا زالت تلك الابتسامة على شفتي
أمي قائمه؟ تمنى في تلك الأيام كل الأشياء التي لم يلق لها بال، ولم يهتم لها بأي
حال ، كل تلك الأشياء الصغيرة التي لم يظن بأنها جميلة في حياته، تمنى لو أنها
تعود لزنزانته العتيقة.
تمنى وتمنى ونسي أنه في الزنزانة، فكتب على أحد الجدران.. عزائي فقط
لتلك الأشياء التي لم اكتشفها بعد، لتلك القهوة التي لم أتذوقها بعد، لتلك الكتب
الجميلة التي لم أقرأها بعد ، لتلك القصائد التي لم أستمع لها بعد، عزائي كل
العزاء لتلك المشاعر التي أهدرتها على من لا يستحقها!
#بقلم_غازي_مبارك
تعليقات
إرسال تعليق